الجمعة، 5 مايو 2017

الشاعر الغنائي عوض أحمد حميدان




المقدمة :

منذ ثلاثين عاما وفي 18/3/ من عام 1986م غمضت عيون الشاعر الغنائي الفذ عوض أحمد حميدان الشهير بالمعلم حميدان إلى الأبد إلا أن شاعرنا ترك لنا موروثا ضخم من الشعر الشعبي المغنى يقدر بأكثرمن 200 نص تنوعت هذه النصوص مابين شعر المنولوج وشعر الأغنية التقليدية بالإضافة إلى شعر المساجلات الشعرية التي لا زالت في ذاكرة الرواة إلى يومنا هذا

والتي لم تنشر الى حد الان في ديوان يضم أشعاره المختلفة من قصائد مغناة ومساجلات شعرية بالإضافة الى بعض القصائد العمودية من الشعر الشعبي والفصيح . وخلال مسيرته الأدبية أرتبط أرتباطاً وجدانياًُ بالملحن المعروف سالم سعيد جبران وقد شكل معه ثنائيا رائعاً خلال مشواره الأدبي والفني قدما خلاله مجموعة كبيرة من الأغاني تغنى بها كبار فناني الأغنية بالساحة اليمنية والخليجية بشكل عام ومن الروائع الغنائية التي سجلها التراث الانساني والتي تففتخر بها حضرموت ( ياساري الليل ، ياشعلة البين ، ريتنا ماعرفنا بعضنا ، لمن أشكوا الجفاء من حبيبي ، الزمن قلاب وغيرها الكثير .
كم أن له حضور في تاليف شعر المالالوج وهو النص الساخر الذي ينتقد ظاهرة أجتماعية معينة وقدم خلال هذه الفترة خصوصاً في خمسينات القرن الماضي إذ كان ينظمها على بعض الأغاني المصرية المشهورة مثل على حسبي وداد ، وبعض الأغاني اليمنية المعروفة
كما أنه يتم وضع بعض الألحان الحديثة على بعض النصوص من قبل بعض الملحنين مثل جبران وجمعان محروس وغيرهم .

نبذة عن حياته :
ولد الشاعر الغنائي عوض أحمد حميدان في أجواء عام 1925م في مدينة الشحر التاريخية وقد نشأ وترعرع في أسرة دينية محافظة أشتهرت بالعلم والثقافة والده الشيخ أحمد عبيد حميدان كان إماماً لمسجد عيديد بالشحر وجده الشيخ عبيد حميدان الذي كان يعلم الأطفال اللغة وعلوم الدين له من الاخوة أثنين ( محمد و سالم ومن الاناث أثنتين أحدهما تسمى سلمى ) .
في هذا الوسط المحافظ ترعرع شاعرنا حيث تلقى تعليمه النظامي بمدرسة مكارم الأخلاق وهي أول مدرسة نظامية أنشأها الأهالي في مدينة الشحر سنة 1336هجرية ومن خلال دراسته في هذه المدرسة أطلع على أمهات الكتب في الأدب العربي وخصوصاً الشعر الجاهلي وأعلامه من عمالقة الشعر القديم كامرئ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني وعنترة وأبن كلثوم ولبيد وغيرهم . كما أطلع على أمهات كتب في الأدب العربي . وقد حفظ الكثير من الأشعار عن ظهر قلب ، و قد أبدى نبوغاً في ذلك وغدا حديثاً للطلاب وخصوصاً في النحو وتجويد القران . ثم أشتغل بمهنة التدريس مهنة أبيه جده ، ولقب المعلم يقول هبير ( 1991 ) ورثه عن جده وأبيه .
بدأ المعلم رحمه الله عمله في مهنة التعليم مدرساً بقرية دفيقة التي تقع شمال مدينة الشحر حيث كان يشد الرحال إليها كل صباح ليقوم بتدريس الطلاب هناك في بيت العيدروس ، أشتغل اماماً لمسجد باديب كما أشتغل بتجليد الكتب بوقت فراغه وفي منتصف الأربعينات سافر الى مدينة عدن مشياً على الأقدام وأشتغل في عدن ضمن شركة أجنبية للمباني عن طريق مقاول محلي ، ثم عاد في بداية الخمسينات الى مسقط رأسه وقضى في الشحر ثلاثة أشهر منطوياً على نفسه لايزور ولايزار .


ثم سنحت له الفرصة للعمل ضمن مشروع شق طريق الشحر ــ المشقاص وأستمر في المشروع حتى وصل الى قرية يضغط شرقي الديس الشرقية وعندما ضاق به
الحال من هذا العمل الشاق قرر الذهاب الى الديس الشرقية ليلتقي بالشيخ ( أحمد سهيل عبدن ) وهو من أهالي الشحر النازحين الى الديس الشرقية وشكا له الحال ومما يعانيه ويكابده في العمل ، وعند وصوله الى الديس فتح له مطعم وما لبث حتى أشتغل إماماً لمسجد ( أحمد علي ) .
بعد أن تعرف عليه أعيان الديس بعد أن لقى خطبة عند تخرج دفعة جديدة من طلبة دارسي القران الكريم أو ومايسمى ( بحفلة الختم ) .
ثم فتح له كتاب لتدريس الأولاد الذين حرموا من التعليم في المدارس الحكومية ، سافر الى كينيا إلا أنه لم يتمكن من دخول ممباسا وةد أودعوه بالسجن ومن السجن الى عدن بعد ما أفرج عنه بكفالة جمعية العرب بممباسا وعند عودته من ممباسا تعرف في ساحل القرن على أحد أعيان الديس الشرقية ( أحمد محمد باخوار ) الذي استضافه في بيته وأستقر به الحال متنقلاً بين تشكيله من الأعمال فتارة يعمل بمقهى و أخرى بمطعم وفي أوقات فراغه يشتغل بكتابة العرائض الى جانب كتابته للاشعار وفي بداية الثمانينات قام بتدريس مجموعة من الطلاب علوم القران وخصوصاً ( التجويد ) .


مرضه ووفاته :
 
في عام 1985م بدأ المعلم يشتكي كثيراً من الآم شديدة في الصدر و البطن ولم يتحمل الأسفار الطويلة وعلى أثر هذا المرض الذي تزداد حدته شهر عن شهر نقل الى مستشفى الشحر في شهر فبراير 1986م ومكث بالمستشفى حتى وفاته المنية في 8 مارس 1986 م .
وجدت تحت وسادته هذا البتين حسب رواية هبير (1991 ) :
لما دنا الساق تعرضــــــــــــــت * إلي ودوني من تعرضها شــــــــغلُ
أتت وحياض الموت بيني وبينها * وجاءت بوصل حين لاينفع الوصلُ


حميدان المنولوجست:

للمعلم العديد من النصوص الساخرة التي تنتقد الأوضاع والممارسات التي تتلمس معانات المواطنين العامة والخاصة في المجمتع يعبر عنها بطريقته الكاريكاتيرية الساخرة ويقوم بوضع نصوصها على الألحان المصرية المعروفة أو الألحان الحضرمية المشهورة ومن خلال مقابلة شخصية مع الأستاذ محمد عوض بحاح ذكر فيها أن فترة الستينات والسبعينات كانت مرحله خصبة وغنية بالأنشطة الثقافية في جميع المجالات الإبداعية وقد قدمت خلال هذه المرحلة فرقة ابوعمر الشعبية العديد من المسرحيات وكان يتخللها بعض الفقرات الغنائية من ضمنها المنولوجات التي يؤديها المانولوجست حسن صالح بن زيدان والفنان الباحث سعيدعمرفرحان و محفوظ بن زيدان وعلي باعشن وغيرهم ومن أشهر هذه المنولوجات التي ذكرها الأستاذ سعيدعبدالرب الحوثري في مذكراته (2006) والتي يرددها الناس إلى يومنا هذا:


الشربة ماشي كماها لا ياباحجر زيد شربة
ان كانت شربة خصارماهي زينة ماهي زينة
ان كانت شربة لخم ماشي كماها
لاياباحجر لاياباحجر


وفي احد الليالي أحيا طلبة المدرسة الابتدائية قبل الاستقلال في بيت الشيخ عبدالحبيب بن مسلم التميمي رئيس المجلس القروي بالديس أدى فيها الطلاب المنولوج التالي :

مادار عبدالحبيب فيه الخلف واجدات واجدت واجدات
حالي وزاد الحلى وفراط في الحاليات حاليات حاليات
ذاليش تذبح دجاجة والغنم وجدات واجدات واجدات


كما انه ينتقد تسرب الطلاب في احد منولجاته الذي نظمه على احدى الأغاني المصرية:
طلاب المدرسة السائحين في الشوارع رايحين واجين والمقاهي تزيد العاطلين للسكينة والتربين
ويقول على لحن مصري آخر:

من فوق جبال المكلا يابوي من شكلها
في شارعها الرئيسي ده انا شايف حرمة تمشي تدور اكلها
من فوق جبال المكلا يابوي من شكلها


ومن منولوجات السبعينات ما رواه الأستاذ احمد عوض بن سويلمين:
وين الحلوى وين الطمكري عاد شي بنقالي
كله ياتي لقد زرعتوا ارضكم ياعيالي


وكذلك قوله في نص اخر :
يا أهل الزراعة وين إنتاج الصناعة
بغينا طماطم بعد الطماطم بغينا بصل وطعام

ويقول عند ظهور الاسكريم (المصة):
مصة حومر يا سلام
من تعشى لاينام
فوق الدكة يستقام



شعر الأغنية :


دخل الشاعر غمار شعر الأغنية عن طريق الصدفة ومن غير سابق ميعاد مثله مثل العديد من شعراء الأغنية في حضرموت وذلك بعد سفر الشاعر والفنان سعيد يمين عبدالله مؤسس الأغنية الحضرمية ذات الطابع الديسي إلى مدينة عدن تاركا فرقته التي أسسها مع مجموعة من الشباب الهاوي للطرب الذي وجدوا ضالتهم في الملحن سالم سعيد جبران الذي بدوره حل محل مؤسس الفرقة ووجد جبران ضالته في المعلم لوضع كلماته على الألحان الجديد ةالتي كان يؤلفها وقد شكل ثنائيا متميزا خلال مشوارهما قدما فيه أجمل الروائع وقد تغنى بألحنه العديد من الفنانين من داخل وخارج الجمهورية فقد غنى له سعيد عبدالمعين وكرامة مرسال وعوض باوزير ومحفوظ مبارك و عبدالله الصنح وكرامة بن الوادي و سهل بن أسحق ومفتاح كندارة و فيصل علوي ومحمد المرشدي و محفوظ بن بريك وعلي العطاس و عبدالرحمن الحداد وبدوي الزبير وصالح الصبان و سالم سعيد و حاج معيتب وحاج باضريس وعبيد التبالي وأحمد بن ربيد وأنور الحوثري و أحمد مسعود و محمد سعيد وعبدالله بابرعوص بالإضافة إلى عبدالرب أدريس ( ناديت كم نادي وليل ياالله على الحنة وياليلة الأنس )وعلي بن محمد (كلت يميني ) وحسين الجسمي( كيه لمان تناسيت الأحبة ) و ثريا بدر(نادتيت كم نادي ) وجمال راشد (كيه لمان تناسيت الأحبة)و رباب (ريتنا ماعرفنا بعضنا) وليلى عبدالعزيز (ليه يازين) وقد تعامل مع بعض الملحنين بالإضافة إلى جبران و الفنان عبدالله حسين الطفي و الفنان عوض سالم باوزير و الملحن المعروف جمعان محروس ومن أشهر روائعه الغنائية (ناديت كم نادي ، ليه يازين ، ريتنا ماعرفنا بعضنا ، ياشعلة البين ، كيف لمان تناسيت الأحبة ، ياليلة الانس ، يا ليالي الهناء ، فيش من صبر فيش ، بحر شرمة ، خضر الوادي ونشرح ، زهرة الكادي ، بئر معلاقة ، عامد الحيد ، سهرت الدجى إلخ ) نذكر من هذه السلسلة الغنائية بعض هذه النصوص المشهورة:

ياحول يموان سالت

كلمات المعلم حمدان
لحن:سالم جبران
غناء:عوض سالم باوزير



ياحول يموان سألت صيّب عليها هطل وغتاث وادي حمورة من بعد طول القحل
مبروك يا اهل المواشي العشب فوق الهضاب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب

******
الريب هنوة لأهله وقراص جبح العسل والنوب لاخضر الشعب في الجبح ينتج دبل
ياليت لي جبح واجد بجروب تلك الشعاب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب
شفت العناقيد دنت باشجار سفح الجبل والرعي في كل وادي وزحت سبول العمل
شرب الكرع لي يفيد الزرع ماهو الضباب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب
ناضيف يا اهل القعيدة ضوا حبوب الجفل والزنجبيل المشعب والهيل لي في الوسل
الضيف له حق واجب قهوته ماهي طلاب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب



قالت كل الأطباء

كلمات المعلم حميدان
لحن :عوض سالم باوزير
غناء : غناء عوض باوزير ومفتاح سبيت كندارة



في هوانا ومرمى شاننا في الهوية ما يخط القلم
لأننا مارتكبنا في الهوى من خطية معظمة أو لمم
غير فاتن ومولع من مقاصده محروم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


*****

صوب والصوب غابي من دواعي المنية ما يجيبه ملم
غير رشفات ثغره لي تفوق البغية واللثام اللثم
وان منع قلة انته في فناء النفس مأثوم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


*****

سرت ومسيت في وديان عوجة عكية والربا والرضم
سرت باالرجل حافي لعند مول العنية والقدم عالقدم
ورتبط حبلنا من بعد ما كان مصروم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


*****

والعداء كلهم من صلحنا في اسية ساسهم ما احتكم
والبناء شيديته عالسواس القوية سيل وادي حمم
حد مسى منهم يصبي وحد بات محموم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


******

الزمن قلاب

كلمات: المعلم حمدان
لحن:سالم سعيد جبران
غناء سعيد نصيب-محفوظ بن بريك 

طولتها والهجر ما يحتاج تطويله الهجر له حده
تنكش علي صواب داخل باطني دويلة والقلب في وجده
وان طلتها عمدة علي بانغلق الابواب
شوف الزمن قلاب احسن لك تراجع شالزمن قلاب

*****

قل النشاري بو عسلية مازحى خيله ما جاء في الزهدة
حتى السعف شفها ظنت لي كانت جليلة ما تبلّغ الفردة
كانت مجالسنا لها حظوة على كلاب
شوف الزمن قلاب احسن لك تراجع شالزمن قلاب

*****
بيني وبينك مائدة تمدت بلا وسيلة بسرار ومودة
كل من نصح في مودتك تجزيه تنكليه ترميه على السدة
قدها مقالة في النفس يا مكثر الأصحاب
شوف الزمن قلاب احسن لك تراجع شالزمن قلاب
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية أغنية في دقيقة والقمر ولى وفاجأنا الظلام

حكاية أغنية في دقيقة والقمر ولى وفاجأنا الظلام كلمات الشاعر الغنائي يسلم احمد باحكم (1915-1977) الحان وغناء الموسيقار محمد جمعة خان الحك...