الجمعة، 5 مايو 2017

أبن السبيتي و المحضار على بساط دان الحفة




أبن السبيتي و المحضار على بساط دان الحفة
 
يسرنا هنا  أن نقدم شاعر من أبزر شعراء دان الهبيش أو مايسمى بدان الحفة بساحل حضرموت هو الشاعر الفذ عوض عبدالله أبن السبيتي عاصر أبن السبيتي الشاعر الغنائي حسين المحضار أكثر من عقدين من الزمان و أثمرت هذه الفترة عن مساجلات شعرية قيمة غنية بالصور و المعاني الجميلة و الطرائف الشعرية الرائعة. حيث إن كلا الشاعرين يمتلكان موهبة شعرية فريدة ومقدرة عالية على استثمار هذه الموهبة والتحليق بها في أفاق بعيدة .
قبل أن نخوض في مساجلاتهم و طرائفهم الشعرية نعطي نبذة مختصرة عن كل منهما على حده :
الشاعرعوض عبدالله السبيت
شهد عام 1880م مولد الشاعر الفذ عوض عبدالله السبيت الشهير بأبن السبيتي بمديرية الديس الشرقية تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب عند الشيخ غوث محمد باوزير منصب الرجيدة والد الشاعر عبدالرحيم غوث باوزير ثم سافر للعمل في السفن الشراعية وتدرج في العمل البحري حتى أشتغل كاتب السفينة أ وما يسمى في لغة أهل البحر( كراني ) أستقر به الحال في مدينة جيبوتي عمل في تنقيب الأحجار البحرية ( الحشاء ) عاد إلى مسقط رأسه في بداية الخمسينات من القرن الماضي عمل وكيل على بئر أبن سبيتي الذي يمتلكه أبناء عمه حتى ألزمه المرض الفراش إلى أن توفاه الله في عام 1965م شاعر متمكن قال الشعر في سن مبكرة له مساجلات كثيرة مع شعراء محافظة حضرموت وكذلك شعراء السلطنة اللحجية سابقا مثل الشاعر الكبير أحمد فضل القمندان لم يكتب القصيدة الغنائية مباشرة ولكن جمعت له بعض الأبيات من مساجلاته الكثية وأخرجت في قوالب غنائية منها (سبحان لي خلق ) الحان عبدالله عمر سواد غناء الفنان يسلم دحي في خمسينيات القرن الماضي وفي ثمانينيات القرن الماضي أعاد صياغتها مرة أخرى أبيات أخرى من كلمات سعيد بامطرف وتغنى بها الفنان كرامة مرسال ثم غنيت بعد بصوت عبدالله مخرج في دولة الكويت في عام 1989م ، يارعى الله ليالي غناء طوعها للموسيقى الفنان الخالد محمد جمعة خان ، (حبيب حبك محبة وأنت ماترحم ) موال على صوت جيبوتي يشدو به الفنان الكبير فيصل علوي . 
الشاعرالكبير حسين أبوبكر المحضار
أما الشعر الكبير حسين أبوبكر المحضار شاعر غني عن التعريف من مواليد عام 1931م بمديرة الشحر درس مدرسة مكارم الأخلاق بالشحر لمدة أربع سنوات اغترب في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي عمل موظف بإدارة الثقافة بمحافظة حضرموت أنتخب عضو مجلس الشعب ثم عضو مجلس النواب في أول مجلس لدولة الوحدة قال الشعر منذ الطفولة و لم يتجاوز سنة ستة عشر سنة ساجل كم هائل من الشعراء في مختلف مدن وقرى حضرموت دخلمجال الشعر الغنائي عن طريق شيخ الفنانين سعيد عبدالمعين و كانت باكورة اغانية (يارسولي توجه بالسلامة،عنب في غصونه، رد قلبي في مكانه ) وجميعها من ألحان دان الحفة من ألحان الشاعرين عمر عوض العوش و الملحن المتميز عبدالله عمر سواد ، استطاع المحضار بموهبته الفذة أن يجعل له مدرسة غنائية خاصة وطريقه متميزة في كتابة النص الغنائي ارتكزت على الموروث الشعبي الذي استوعبه المحضار كثيرا وخصوصا ألحان دان الحفة ، غنى له مجموعة كبيرة من الفنانين من داخل وخارج الجمهورية صدرت له أربع دواوين شعرية (دموع العشاق وابتسامات العشاق وحنين وأنين العشاق ) صدرت قبل وفاته كما له ديوان خامس صدر بعد وفاته (بكائيات العشاق) توفاه الله في الخامس من فبراير من عام 2000م
و قد روى لهما الرواة كثيرا من المساجلات و الطرائف الشعرية النادرة و نحن الآن لسنا بصدد تقييم الشاعرين و لسنا مؤهلين لذلك .
ولذا نترك الرواة يتحدثون . فقد اخبرني الشاعر المخضرم سعيد سالم باجعالة (إن أبن السبيتي في كثير من المساجلات يسيطر على زمام المساجلة دون أن يجاريه أحد الشعراء الحاضرين ) كقوله في زيارة معبر:
على القل عرضت شرية
صفرة القرن والحد ياخير نصلة دويلة
الثمن غالي
بغوا في عوضها ثنعشر مئة من صرف هندستان

و مرت الساعات دون أن يجيب عليه احد من الشعراء المتواجدين حتى أزفت السمرة أو اقتربت من نهايتها أجابه الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار بذكاء خارق وكأنه فك الشفرة التي وضعها ابن السبيتي :
إلى الله رد الشكية
هو يقسّم ويعطي وعطوته عطوة جزيلة
لا تشكالي
عوض نا ماقدر نكرمك نا إلا كماك إنسان

أبن السبيتي:
على المرتبة ديورية
إذا نزل جندي يردون جندي بديله
زام متوالي
من أول الليل لما يطلع الميزان

المحضار :
طريق الضييفة حفية
وأهل جابر بغوا عشر عا كل عابر سبيلة
صاح جمالي
وتعبن ركابي كيف سوي بينهم وحلان

نلاحظ من البيت السالف الذكر كيف استطاع المحضار أن يفهم مغزى قول أبن السبيتي و يرد عليه بهذا الرد المحكم الصادر عن قلب مؤمن بقضاء الله .
ومن أطرف ما روي عن الشاعرين عندما استفز الشاعر المرحوم سالم مصطفى بن الشيخ أبوبكر المعروف ( بسيد سلوم ) أبن السبيتي بأبيات هجائية فانشد أبن السبيتي مخاطبا المحضار مشتكيا إليه من سوء الضيافة وهو ضيفهم بمنطقة الواسط في زواج سالم كرامة بن عمرون الشهير بالعفس حيث قال:
حسين العداوة ظاهرة سيد سالم ضربنا عمد
أيش لي صار بيني وبينه يقدم ونا لي حق مبذول
ناتعنيت جاءنا خط مغري و بنكس مداده سود
بالعناء و المكينة يوم صاحت وقالوا بشر بالزاد و النول

فأجابه المحضار :
أنت و الله شوارك عاثرة فرقيت القبيلة بدد
ماسخوبك يغولونك ويحفوك و إلا القبائل تعرف الغول

ابن السبيتي :
يا الحديد القسي يا الهندواني قطع لحضرت وقت المهد
الشجاعة شجاعة قلب و لقي مثل عنتر وأبوالهول

أبن السبيتي :
كنت جمال في أول زماني عا قافلة مجتهد
ياكم نصحتك ما قبلت النصيحة تعراض في ذا الرأس وفضول

فاجابه المحضار بالرد قائلا عم عوض ريض القصيدة أي (أعمل تعديل في البيت الشعري) أي أراد المحضار أن يقول أن القصيدة تقصده و لا تقصد قائلها أي بمعنى كنت جمال في أول زمانك وبعد أعجاب ابن السبيتي بالمحضار مستجيبا لملاحظته مغيراً من نسق البيت قائلا:
كنت جمال في أول زمانك إلى آخر البيت .
أجابه المحضار :
يوم شديد خطمت القطائر ما أنشدت عا من نجد
العمد عا صبيح الوجه ماهو على محفوظ هدبول

كما تأثر كلا الشاعرين بمحيطهما و بيئتهما في استنباط الرموز الشعرية من البيئة المحيطة كاستخدام (النصلة والقديمي و العصرة ورأسها سيفان ) كقول المحضار:
قديمي عليها رأس يلمع من قبل ما تستقل
بغيتها ناموس راسي عليها عصرة وسكين

فاجابه السبيتي :
نصلة قديمي رأسها سيفان كن الحد عاتبه فل
ياريت باقطيان ما لقى لها كهبة وتزهيب زين

و من الطرائف التي يرويها المغني سبيت مبارك بازهير شيخ مغنيي ( دان الحفة)
عند انتقال بيت سالم محفوظ عوضة من بيتهم القديم إلى بيتهم الحالي مقابل حصن الدولة احيوا سمرة وكان مغني السمرة المرحوم السيد سالم أبوبكر المقدي و كذلك المغني سبيت بازهير يغني بصوت أو لحن قد تغنوا به قبل هذا اليوم و كان المحضار يرتجل الشعر على القوافي السابقة قائلا
وارد الهند شلوه من يد هندي وهو قابض المعملة
يوم شافوه با يخين الأماين أحسن يتركوا كل معمول

و عند الغناء بهذا البيت دخل عليهم أبن السبيتي أراد المحضار أن يغير الموضوع مخاطبا أبن السبيتي بفتح حوار آخر:
يا عوض بافتح باب والباب ليس كان مفتوح باقفلة
و أن توك دخل حذرك تساهن ماشئ رزي ع الباب وقفول

فأجابه ابن السبيتي:
من خطأ الحد يعدي على الخط و الصرم مايقبله
جالس إلا على الفرصة يعاين منتظر قافل و مقفول

المحضار :
ضيف و الضيف لزار دار الضيافة يحجزون له فاضلة
له مصاريف محزورة و راشن ذلأ سبب في الناس وفضول

أبن السبيتي :
ما حصل سد و أن شئ قواصر تجيب الملاويم لي و له
صارفية تعاطوا في المعادن عندي و عند الناس مقبول
المحضار :
رفعوا اليد من مال مولاه لعابرين الطرق سبله
ما يحل للذي في الأرض ساكن لو هو قصب محسوف وسبول

أبن السبيتي :
الطرق بد و الهاج خوار وحمولته بالجدن مثقلة
بايودي بها لما المدائن لقد شبأ عالضبق وعبول


المحضار:
أفسخ الشد منه وخف عابعيرك لاطالت المرحلة
لي هو ربى عالقصب و القطب قاطن خلى الجنأ و المشط مزقول

السبيتي:
يا حلى مد فوقها قديمي دويلة تلالي من المسقلة
رأسها عاج والتحضير ماكن وخناق فوق الرأس معدول

المحضار :
المشكلة الفل لي هو عتب الحد ياريت مول السلب بدله
كل من قلّبه حصله باين قال الحلأ عتبه والدول


ابن السبيتي:
عودي الند ريحته زينة بنينة إلى درت باحصله
في البنوك الكبيرة له خزائن يخرجونه من الورشات منقول

المحضار :
كل من مد قرشه يحصل مراده و حاجته مستهلة
بايجيبوه أهل السفائن حتى يقع في غبة اللول

أبن السبيتي :
صاحب الكد يآخذ و يعطي بضائع وله سوق تتقبله
و أن تعامله يفرح بالرهائن و يعيش في خارج ومدخول


و برغم حدة السجال بين الشاعرين إلا أن كليهما يكنان لبعضهما كل التقدير والإعجاب... فقد كان ابن السبيتي رحمه الله يرحب بالمحضار الترحيب اللائق بمكانته كقوله :
حيا و سهلا بالحبيب الهاشمي نسل العربشجرة غرسها بو الكرم تنفح لنا عودي وطيب
كما كان المحضار يأخذ بخاطر أبن السبيتي إذا حصل بينه و بين احد الأصدقاء خلاف عندما أشتد حدة الخلاف بين أبن السبيتي و رفاقه من أصحاب مدارة الهبيش في زيارة معبر ولما حس المحضار بهذه الخصومة أراد أن يتدخل بينهما حين قال :
ذا فصل يا أهل الشنف والزيارة
نا جئت قصدي الوله و النسم والزيارة
وبغيت من كل طارش خباره
و أن حد معه سر نا نكتم الأسرار

أجابه أبن السبيتي :
يا الهاشمي نا جرت لي عبارة
في بحر والبحر لي ما تبين غزاره
و صبرت صبر الخشب عالنجارة
عاحد بلطة وعا دق بالمسمار
*****
نا لي تعنيت قمت الوشارة
ولقيت موشور و يشل مئتين كارة
مافيه مسمار واحد عيارة
كلما حتجته نجيبه من البخار

كما أن المحضار لا يخفي إعجابه الشديد بقدرات ابن السبيتي و دوره في مساجلات الحفة وغيابه عن هذه المساجلات له تأثير كبير كقوله في بيت شاعرنا الكبير عندما منعه المرض من خروج الزيارات والحراوات وحضور مساجلاتها حيث قال ابن السبيتي :
ما أنا عطيت الرحل كسرة
بعد ماحملت برزي وظن
اليوم قدنا عادحي والساق عالمد مغصوب

فاجابه المحضار :
الناس تتخبر على مول الدرايش لي يقود السفن
خافها إلا خرف حد شطن وحد قال تجحوب

السبيتي:
لذكرت مبرادي وسمرة
بين ذاك الجمع يجلي الحزن
والمغني يردف الونات عاصوت مرغوب

فاجابه المحضار متأثرا :
بعدك على الجاويد قمرة
بعد قائدهم يمسكون من
ضيعوا الخطة ولا واحد وقف فوق ترتوب

كما أن المحضار يتذكر ابن السبيتي قي كثير من المقابلات كقوله عند سؤاله في سبعينيات القرن الماضي في المقابلة مع إذاعة عدن لا أذكر المذيع الذي اجرى الحوار ولكن قول المحضار واضح بأنه تأثر بابن السبيتي وسعيد زحفان في بداياته الشعرية و قد اظهر ذلك كثيرا في بعض المساجلات حتى بعد وفاة ابن السبيتي
في سبعينات القرن الماضي في احتفالات زيارة السعة الشهداء مخاطبا الشاعر سعيد باجعالة قائلا :
و فوين يا الوادي وعولك وأنا نضرب لك عاهدف
والضرب يخطي مايصيب الهدف يومه إلا ضرب في ليل
****
قد كنت ناخذ من سبولك ثلاثين قرص ما سيب السلف
قد كان يحضر بن سبيتي وسواد يتعنى من الغيل


وقوله في زواج الموسيقي المعروف محمد وأخيه سمير أبناء الفنان عمر محفوظ المضي رحمه الله عام 1992م:
و أبن السبيتي مانسيته و ابن الطلي
و المال عادنا ماعطيته بن مهجر
خافنا نطلبه من بعد مدة
ولا تقول المال هذا مال مرهون

وتارة يتذكر أماكن تجمعهم كقوله مخاطبا المغني سبيت بازهير :
ذا فصل والثاني ليالي
مرت علينا في خليف الصفر
ريتها إلا باتعوّد
يا الزهيري شبابك بايعود

وفي تارة أخرى يقول لسبيت بازهير و المغني محفوظ جنيد باوزير:
صوتك يذكرنا محبين حلوا بقلبي محلة دويلة
كل من توطأ وسط قلبي حصل القلب محلول

وكان شاعرنا الكبير معجب بالكثير من مساجلات السبيتي و يرددها بينه وبين نفسه ومع جلاسه من محبين شعر المساجلات ومن هذه المساجلات التي يرددها المحضار مساجلة لأبن السيبتي مع شاعر مدينة قصيعر المرحوم أبوبكر محمد باعباد الشهير بأبن العكضة التي يقول فيها أبن السبيتي:
زيارة ياسيد سالم و أستوت لي طوافة
بقدرة مهيمن راد لي بالطوافة في طرق سمحة و أنا ماريد

أبن العكضة :
عاالنية إذا ما حصل قدرك حسبها شرافة
و دحقة و شربة و البنآدم مسير وأنت عاقل ماتجي بالقيد

السبيتي:
ضربت العضا حتى صميم الجذر فرت شحافة
ولاحد يقص المثمرة عادها باتلقي زهر و عناقيد
****
إذا طاب مجنأ حاني القرن تخوين الحصا من ظلافة
مايشرب إلا من ضروع السبالة الفايضة في قلوت ومواريد

ولا باس من استكمال بقية المساجلة بين الشاعرين عندما قال ابن السبيتي على قوافي أخرى :
نسنسوا و أرفعوا الدان وتنغموا يا أهل الشرف
من صفاءكم لي وقت ماسمعت صوت النداء في سمركم وغنيت
****
دعوتك واصلة جيت عاني على دعوتك معترف
زادنا شوق ياخوعمر شرفتنا بالمسجل و حبيت

بن العكضة :
عاقل الرجل في جبركم جنّب النوم من كل دف
عند لي يحكمون السطر و القلم و الدفاتر عطية لي من السيت

السبيتي :
المواجيب في حلّها عند من يعتبرها سلف
يدخر الجود ومن يدخر الجود من عادته يكسب الوصف والصيت
بن العكضة :
بلغ الناس كلين جبره و لا نا بحد مستخف
نا تحيّرت وتركت شغلي مع الناس و كظمت غيظي ولا شكيت
*****
ضرب يا البندقاني و شا الصيد مقبل دهن لا يطف
جيت مقبل و خليت سعفي على الصوت يترنموا يوم هليت

الا ياعين كفي ديسية المولد باكورة النشادي



الا ياعين كفي ديسية المولد باكورة النشادي
---
العديد من شعراء حضرموت تربطهم روابط وجدانية بوادي عمر بالارض والانسان .. وكثير من هؤلاء تفجرت قرائحهم الشعرية في رحاب الوادي ومن هؤلاء الشاعر القدير محفوظ صالح النشادي .
حيث كانت الديس الشرقية في ذلك الوقت عكاظ حضرموت فهي ساحة تنافس بين الشعراء ليسجلوا قوافي مساجلاتهم على اصوات الدان وعلى صوت المغني سالم ابوبكر المقدي وسبيت بازهير وغيرهم
وقد تركوا لنا العديد من الالحان والروائع الغنائية الخالدة .
ومن اجمل القصائد التي كتبها الشعراء الذين جاءوا الى الديس الشرقية وقرضوا الشعر وشاركوا ابناء الوادي في مساجلاتهم الشعرية الشاعر الطبيب محفوظ النشادي فقد جاءنا مساعدا صحيا ومن خلال عمله واقامته بالمديرية تعرف على مبدعي وادي وبدات تظهر مواهبه بحكم الاجواء الفاتحة لشهية الابداع .
لمن لديه موهبة حقيفية في هذا المجال اتى النشادي في اوائل السبعينيات من القرن الماضي في العصر الذهبي للاغنية الديسية فوجد المعلم حميدان والملحن الفذ سالم جبران وابوراشد ومحمد الحداد وسبيت وباجعالة وسعيد سالمين الوعل وسعيد عمرو واولاد طيور و سالم سعيد والشيخ محفوظ جنيد وغيرهم
وجد له متنفسا لابراز موهبته تعرف على المبدعين وخصوصا الملحن سالم جبران وكتب القصيدة واهدى للون الديسي رائعته الشهيرة

التي يقول فيها :
(ومن بعد المحبة حبيبي كيف شرعه نسى حتى الجميل)
لحن :سالم سعيد جبران (مقام حسيني)
كلمات محفوظ صالح النشادي،


غناها العديد من الفنانين من ابرزهم
عوض سالم باوزير
محفوظ مبارك باغويطة (البعوض)
سجلها الفنان مفتاح سبيت كندارة على الاسطوانات الشمعية
 ووثقها بصوته بإذاعة عدن
 
كما غناها الفنان الكبير كرامة مرسال وبدوي الزبير والفنان عبدالرحمن الحداد ، محفوظ بن بريك والكثير من الفنانين لا استطيع حصرهم :
فقد شملت هذه التحفة الغنائية كل اركان الاغنية الناجحة اللحن الشجي الكلمات البسيطة التي تحاكي اللهجة المحلية واللكنة الديسية بالرغم من ان الشاعر شحريا من منطقة عرف . فقد يكون هناك تقاربا في الالفاظ ومخارج الحروف بين اهالي عرف وابناء الديس الشرقية .
كما ان اللحن الذي وضعه جبران من مدرسته الجبرانية المميزة التي تمتد جذورها الى مؤسسها الشاعر والملحن سعيد يمين اعطت كلمات النشادي جواز المرور لدهاليز الاغنية فاصبحت اغنية ديسية بكل مقوماتها الكلمات واللحن والاداء مهما كان موطن المؤدي لا يستطع ايجادتها إلا بهنكتها الديسية مهما كانت لهجته .
فاصبحت جزء لا يمكن فصلها عن اللون الديسي كانك تسمع جبران وحميدان
فاغلب الناس ينسبوها للثنائي الرائع المعلم وجبران .
فالمتلقي يسمع صوت المعلم يخرج بقوة من بين ايقاع الكلمات وانغام جبران تغمر الكلمات بحلاوتها وسحرها الاسطوري وبالتالي يكون صعب ان تنسب لغير العلم وجبران ..
ولذلك فالنشادي انطلق من مدرسة حميدان وجبران كما يبدو ذلك .
وهي ارضية صلبة يعتمد عليها ..
في الانطلاقة الاولى للوصول إلى تميز والتفرد في ما بعد .
وهذا ما وصل إليه النشادي فيما بعد اصبحت له طريقته الخاصة في صياغة الكلمات وكتب العديد من القصائد الجميلة
ومن اشهرها اللي بلامعروف لقى السبع والدمة . لك حق يا الدخن تتهدبل وتلقي سبول
وتعامل مع ملحنين آخرين مثل عازف الناي المعروف حسن سواد
الا ان رائعته مع جبران ستظل الفارق في شاعرية النشادي وستثير كثير من الجدل ..
حول مبدعها ...
اللحن لا يختلف عليه اثنان لحن جبراني فجبران ملحن خطير وفارس لا يشق له غبار في ساحات النغم والحانه لها هنكتها الخاصة .
والكلمات للنشادي وان اختلف النقاد في كاتبها .
وستظل دائما محل جدل حول شاعرها
وفي نهاية المطاف لا يسعنا إلا نورد النص كما كتبه الشاعر النشادي :
الا ياعين كفي تناسي ما مضى
وخلي كل من عاب وتناسا الهوى
دموعك غالية بس حببيك مش اصيل

ومن بعد المحبة حبيبي كيف سرعه نسى حتى الجميل
****
وكم يا ليل تعبت نفسي بالسهر
ليالي ما غمضنا ولا شع القمر
ولا نجم الثريا ظهر ولعا سهيل
**
وكم نا باتحمل وكم نا باصبر
ولا فاد الدواء يا حبيبي والابر
نحل جسمي الهوى والهوى حمله ثقيل
****
علاج الجسم عندك عرف انت الدواء
إذا عدنا الليالي وحكمنا الهوى
اما تدري الهوى يرغم الشاجع ذليل
****
نحب القرع والقرع له عندي ثمن
بغيته لي ذخيرة على طول الزمن
خريفه ما يقنع عسى يخرف بخيل

****
الدكتور /عبدالباسط سعيد الغرابي

حكاية اغنية حسبي الله عليك



حكاية اغنية
حسبي الله عليك
--------
 
جمال اللحن وروعة الكلمات والاداء المتميز
جعل هذه الاغنية من اشهر الاغاني التي ادتها الفنانة العدنية المعتزلة كفى عراقي.
تاتي حكاية هذه الاغنية منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي .
حين التقى الشاعر صالح عبدالله بن سلم رحمه الله المغترب في السعودية .
حيث كان يجتمع في بيته العازفون والملحنون واهل الطرب والشعراء بما فيهم الشاعر المعلم حميدان والشاعر سالم محمد مفلح ابوراشد والشاعر محمد عبدالله الحداد والملحن الفذ سالم سعيد جبران ومن العازفين والايقاعيين منهم الشاعر والايقاعي طالب حسين المقدي الشهير باابوظبي ..
في احد زيارات بن سلم لمسقط راسه صادف وجود المايسترو عوض احمد سليمان عازف العود الاول في فرقة الانشاد التابعة لوزارة الثقافة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
والمايسترو لفرقة التلفزيون الموسيقية
الفنان عوض سليمان
من مواليد الديس الشرقية في مطلع الاربعينات من القرن الماضي .
تحصل على نصيبه من التعليم بمدينة عدن ولد في اسرة فنية . عمل في بداية حياته العملية في شركة بي بي البريطانية شركة مصافي عدن . كون فرقة موسيقية اشتهرت بفرقة المصافي مع شقيقاه . سعيد احمد سليمان مغني الفرقة والشاعر عبدالله احمد سليمان شاعر الفرقة وعازف كمان بالاضافة لعوض عازف عود وملحن ومشاركا بالغناء ...
من الطرائف التي يرويها المايسترو نديم المضي بان عوض سليمان كان يسجل اغانية لاذاعة عدن فتذاع من باسم الفنان عوض احمد وبذلك تحصل ازدواحية عند المستمعين بينه وبين الفنان عوض احمد صاحب ابين وعندها امتنع ان يسجل اغانيه للاذاعة .
بعد تاسيس معهد الفنون الجميلة واصل تعليمه الموسيقي بالمعهد على آلة العود بدا مشوره منشدا مع فرقة الانشاد ثم عازفا للعود .
كما جاء سالفا التقى في بيت بن سلم وكان بن سلم يقدم إليهم بعض النصوص الخاصة به لتلحينها وكذلك يستمع لابدعاتهم الجديدة ومن تلك الاغاني التي غناها عوض سليمان حسبي الله عليك .
وعند سماعي في ذلك الوقت لهذه الاغنية كنت ا ظن بالخطأ انها لصالح عبدالله وظل عندي هذا المفهوم الى عهد قريب علمت انها للشاعر الكبير احمد سالم البيض . 
 
 
سجل عوض سليمان الاغنية بصوته لتلفزيون عدن الا ان الاغنية لم تلاقي نحاحا كبيرا الا بعد ان ادتها الفنانة كفى عراقي وسجلتها لتلفزيوت الكويت عام1988م.
لما تميزت به الفنانة كفى صوت شجي مشحون بالرقة والعاطفة
جاءت الكلمات الاغنية باسلوب عاطفي شيق .مكونة من ثلاث مقاطع غنائية استهلها الشاعر بالاستفاهم مخاطبا الحبيب
 
ما السبب ياحبيبي ؟
سبتني ليش وحدي
وينهال على الحبيب باكلمات العتاب .
غبت عني وانا صابر على نار وجدي
ليش ترمي بقلبي
عتاب فيه نوع من الاتهام ليش ترمي بقلبي
ثم يعيد صيغة السؤال لا يحمل إلا جواب نعم او لا
هل تناسبيت حبي
ليجيب عن تسؤلاته بنفسه
ثم يواسي نفسه ايضا
با تحمل عذابك بس لو كان يرضيك 
 
لتاتي التخميسة الذي فيها الرجوع الى الله الذي يرجع إليه كل مظلوم
 رافعا شكوته الى خالقه
حسبي الله عليك يامعذب فؤادي حسبي الله عليك .
ينقل نحن البيض الى المقطع الثاني وبصوت الفنانة الرائعة كفى عراقي
مخاطبا الحبيب
اذكرك كل ليلة رغم هجري وصدي
رغم كل التعب منك وكل التحدي
انت ضيعت دربي
بعد كدي وتعبي
كل ذا يا حبيب القلب
ما با يكفيك
حسبي الله عليك

***
ثم تاتي الخاتمة في المقطع للاخير للقصيدة بحديث الذكريات التي تناساه الحبيت وظلت راسخة في مهجة الشاعر مخاطبا الحبيب

ذاكر ايام وليالي ولحظات سعدي
والهواء حولنا ويديك تمرح بيدي
عندما كنت جنبي

ثم ينهي المقطع يترجي الحبيب

عود وذكر زمان الحب جدد لياليك
حسبي الله عليك يا معذب فؤادي حسبي الله عليك ..

***
 
اللحن من مقام السيكا وجاء اللحن مشبع بالنغم والشجون يتناسب مع الكلمات 
ومع رقة صوت الفنانة كفى عراقي
وساعد على ذلك نهاية كل جملة موسيقية بحرف الياء الذي اعطى اشباع للنغم مثل ياحبيبي. سبتني ليش وحدي وغيرها..
ومن اغاني البيض التي لحنها عوض سليمان للبيض
(ساكن سواد العين يا سيد الملاح )
وقد سمعتها بصوته على هامش البروفات قبل المخدرة وعندما سال لمن هذه الكلمات اجاب لاحمد سالم البيض ومن روائعه الغنائية ايضا
(يابوعلي يابوعلي)

توفى الفنان عوض سليمان في منتصف التسعينات من القرن الماضي 
عليه رحمه الله تعالى .

مع تحيات
الدكتور /عبدالباسط سعيد الغرابي

قضية الشاه للمعلم عوض احمد حميدان

هذه القصيده تخميسها يقول((وقعت قضيه كبيره ياعوض في الشاه)) قالها الشاعر المعلم عوض أحمد حميدان 
مناسبتها ان الشاه ملك عوض بن عبدالقادر باوزير من سكان الديس الشرقيه الرجيده اودعها لدى الشاعر المعلم حميدان وحنب المعلم في الامانه وظلى يكالف الشاه وقال هذه الابيات في هذه الامانه ((الشاه))
منقوله من مجلة آفاق التراث الشعبي




لـي ماعـلـم يـاعـرب فــي  قصـتـي  يعـلـمزادت كروبـي وزاد الشـوش بــي  والـهـم
كلت متونـي وحـار العقـل مـن ذي  الشـاه
كـلـيـن يـرقــد  ونـــا  مـشـغـول  مـانـرقـداسـبـوع كـامــل نـبـيـت  الـلـيـل  متـقـهـد
وان صاح موتر خرجت الصبح فـي لقيـاه
لاقـوت يهنـاء كـذا المـشـروب  مانـشـربنطـوي مـن الصبـح لمـا يـؤذن  المـغـرب
والـمـاشـيــه  نـكـدتــنــا   يـومـهـامـكـفـاه
وأهـــل الـمـواتـر نـوونــا  كـلـهـم  مـــرهلاجبـتـهـا رجـعـوهـا  زيــــدوا  الـهـمــره
هـــل ذا مـكـيـده والاهـــم  بـهــم  تـغــراه
كـل مـن نظـرنـا رثـالـي شافـنـا  متـعـوبوهكـذا النـاس حـد غالـب وحــد  مغـلـوب
كـل مـن صبـر عالشدائـد فـاز فـي  عقبـاه
ذهـبـت حـواسـي وزال العـقـل  والـفـكـرهومسيـت وحــلان فــي ذا الامــر  بالـمـره
ولـعــاد  بـاتـنـفـع  الـهـمــره  ويـاقـهــراه
مسكيـن درويــش دوب الـوقـت  متحـمـللاهــو تسـلـى ولا فــي  صاحـبـه  تـجـمـل
حــذراه يـاأهـل الـودايـع  كـلـكـم  حـــذراه
وبــن سبيـتـي فــرج لــي  قــال  لاتـهـتـمنــا باأخـبـرك يـاعــوض  قـبــل  مـانـعـزم
لي سار في خفيه ونـا تميـت فـي  سهنـاه
كــذا عــوض أبــن مسـعـود  لــي  كـتــفلــي قــال هتـهـا  انـــا  لـلـشـاه  بتـخـلـف
ووصلـت بالشـاه والمـوتـر مــع  التقـفـاه
ماقلت شـي الماشيـه فـي الوقـت  ماتوكـلتبغـى عـنـب اوتـبـى بـرقـوق  وسفـرجـل
وعـوض مسكيـن ماعنـده بـيـس  لعـشـاه
وصـبـرت عالقـهـر والكـبـات  والحـسـرهوكلـمـا جـيـت بـهـرج  خـنـقـت  بالـعـبـره
والعبـد لاقــد حـنـب يـرجـع الــى  مــولاه
وعـــاد خـصـلــه خــذوهــا  ذا  بـرمـتـهـاالماشـيـه بالقـصـب  والقـضـب  نـغـرزهـا
وان كــان ماتنـفـش  الـمـاكـول  ماتـبـغـاه
وصـرت خـادم لـهـا تـركـت فــي  شغـلـيحـد ياعـرب قـد وقـع مشكلـه فـي  مثـلـي
فـي شانهـا بـعـت مـالـي والــذي  نـحـواه
الـتـخ محـسـوف والـحـب  الــذي  خـذتــهوالـدجـر هــو والمهـيـنـدي ذاك  وقـعـتـه
وصرت مشغول مـاأدري ايـش ذا المعيـاه
وجبـت عشريـن دختـر مـن بــلاد  الهـنـدحــد عـايــداوي وحـــد  عـايـدهـا  يـكـمـد
وبـعـد يومـيـن حسـبـت قـلــت  يـاحــولاه
ولقـيـت ستـيـن طـاقـه تحـتـهـا  مـفــرشوغـطـاء سليـمـود بــزه  زيــن  ومنـقـش
والـراس تحتـه بالضبـط ستمـائـه  مـدكـاه
ولعـاد صدقـت فــي ذي الماشـيـه  تـرحـلحصلـت واحـد مـن اهـل الديـس  متسهـل
وقـلــت شـلـهـا واعـطــي  لـهــذا  كـــراه
شـخـص يـدعـى عـمـر  بوبـكـر  بـاخـوارلــي جالـهـا معتـنـي سلـنـي  لـمـا  الـــدار
حــاز الـوفـاء والـمـروءه  قــال  ياعيـبـاه
حسيت مثل الجبـل مـن فـوق راسـي  زالودخلت لما السوق ملقي لي عمامه وشال
وقـلـت ذلحـيـن نـلـت  القـصـد  والتـمـنـاه
باألقـي زيــاره وبلـقـي شــرح  ومحـاجـرباسـلـي الــروح مـاشـي  بايـقـع  قـاصــر
بشـراه بـعـد الـحـزن والـكـرب  يابـشـراه
وختمـهـا كـلـكـم قـولــوا  سـلــم  راســـكاديـــت تـلــك الامـانــه  حـــزت  آمــالــك
أواه مـــن جـــور هـــذه  المشـكـلـه  أواه

الشاعر الغنائي عوض أحمد حميدان




المقدمة :

منذ ثلاثين عاما وفي 18/3/ من عام 1986م غمضت عيون الشاعر الغنائي الفذ عوض أحمد حميدان الشهير بالمعلم حميدان إلى الأبد إلا أن شاعرنا ترك لنا موروثا ضخم من الشعر الشعبي المغنى يقدر بأكثرمن 200 نص تنوعت هذه النصوص مابين شعر المنولوج وشعر الأغنية التقليدية بالإضافة إلى شعر المساجلات الشعرية التي لا زالت في ذاكرة الرواة إلى يومنا هذا

والتي لم تنشر الى حد الان في ديوان يضم أشعاره المختلفة من قصائد مغناة ومساجلات شعرية بالإضافة الى بعض القصائد العمودية من الشعر الشعبي والفصيح . وخلال مسيرته الأدبية أرتبط أرتباطاً وجدانياًُ بالملحن المعروف سالم سعيد جبران وقد شكل معه ثنائيا رائعاً خلال مشواره الأدبي والفني قدما خلاله مجموعة كبيرة من الأغاني تغنى بها كبار فناني الأغنية بالساحة اليمنية والخليجية بشكل عام ومن الروائع الغنائية التي سجلها التراث الانساني والتي تففتخر بها حضرموت ( ياساري الليل ، ياشعلة البين ، ريتنا ماعرفنا بعضنا ، لمن أشكوا الجفاء من حبيبي ، الزمن قلاب وغيرها الكثير .
كم أن له حضور في تاليف شعر المالالوج وهو النص الساخر الذي ينتقد ظاهرة أجتماعية معينة وقدم خلال هذه الفترة خصوصاً في خمسينات القرن الماضي إذ كان ينظمها على بعض الأغاني المصرية المشهورة مثل على حسبي وداد ، وبعض الأغاني اليمنية المعروفة
كما أنه يتم وضع بعض الألحان الحديثة على بعض النصوص من قبل بعض الملحنين مثل جبران وجمعان محروس وغيرهم .

نبذة عن حياته :
ولد الشاعر الغنائي عوض أحمد حميدان في أجواء عام 1925م في مدينة الشحر التاريخية وقد نشأ وترعرع في أسرة دينية محافظة أشتهرت بالعلم والثقافة والده الشيخ أحمد عبيد حميدان كان إماماً لمسجد عيديد بالشحر وجده الشيخ عبيد حميدان الذي كان يعلم الأطفال اللغة وعلوم الدين له من الاخوة أثنين ( محمد و سالم ومن الاناث أثنتين أحدهما تسمى سلمى ) .
في هذا الوسط المحافظ ترعرع شاعرنا حيث تلقى تعليمه النظامي بمدرسة مكارم الأخلاق وهي أول مدرسة نظامية أنشأها الأهالي في مدينة الشحر سنة 1336هجرية ومن خلال دراسته في هذه المدرسة أطلع على أمهات الكتب في الأدب العربي وخصوصاً الشعر الجاهلي وأعلامه من عمالقة الشعر القديم كامرئ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني وعنترة وأبن كلثوم ولبيد وغيرهم . كما أطلع على أمهات كتب في الأدب العربي . وقد حفظ الكثير من الأشعار عن ظهر قلب ، و قد أبدى نبوغاً في ذلك وغدا حديثاً للطلاب وخصوصاً في النحو وتجويد القران . ثم أشتغل بمهنة التدريس مهنة أبيه جده ، ولقب المعلم يقول هبير ( 1991 ) ورثه عن جده وأبيه .
بدأ المعلم رحمه الله عمله في مهنة التعليم مدرساً بقرية دفيقة التي تقع شمال مدينة الشحر حيث كان يشد الرحال إليها كل صباح ليقوم بتدريس الطلاب هناك في بيت العيدروس ، أشتغل اماماً لمسجد باديب كما أشتغل بتجليد الكتب بوقت فراغه وفي منتصف الأربعينات سافر الى مدينة عدن مشياً على الأقدام وأشتغل في عدن ضمن شركة أجنبية للمباني عن طريق مقاول محلي ، ثم عاد في بداية الخمسينات الى مسقط رأسه وقضى في الشحر ثلاثة أشهر منطوياً على نفسه لايزور ولايزار .


ثم سنحت له الفرصة للعمل ضمن مشروع شق طريق الشحر ــ المشقاص وأستمر في المشروع حتى وصل الى قرية يضغط شرقي الديس الشرقية وعندما ضاق به
الحال من هذا العمل الشاق قرر الذهاب الى الديس الشرقية ليلتقي بالشيخ ( أحمد سهيل عبدن ) وهو من أهالي الشحر النازحين الى الديس الشرقية وشكا له الحال ومما يعانيه ويكابده في العمل ، وعند وصوله الى الديس فتح له مطعم وما لبث حتى أشتغل إماماً لمسجد ( أحمد علي ) .
بعد أن تعرف عليه أعيان الديس بعد أن لقى خطبة عند تخرج دفعة جديدة من طلبة دارسي القران الكريم أو ومايسمى ( بحفلة الختم ) .
ثم فتح له كتاب لتدريس الأولاد الذين حرموا من التعليم في المدارس الحكومية ، سافر الى كينيا إلا أنه لم يتمكن من دخول ممباسا وةد أودعوه بالسجن ومن السجن الى عدن بعد ما أفرج عنه بكفالة جمعية العرب بممباسا وعند عودته من ممباسا تعرف في ساحل القرن على أحد أعيان الديس الشرقية ( أحمد محمد باخوار ) الذي استضافه في بيته وأستقر به الحال متنقلاً بين تشكيله من الأعمال فتارة يعمل بمقهى و أخرى بمطعم وفي أوقات فراغه يشتغل بكتابة العرائض الى جانب كتابته للاشعار وفي بداية الثمانينات قام بتدريس مجموعة من الطلاب علوم القران وخصوصاً ( التجويد ) .


مرضه ووفاته :
 
في عام 1985م بدأ المعلم يشتكي كثيراً من الآم شديدة في الصدر و البطن ولم يتحمل الأسفار الطويلة وعلى أثر هذا المرض الذي تزداد حدته شهر عن شهر نقل الى مستشفى الشحر في شهر فبراير 1986م ومكث بالمستشفى حتى وفاته المنية في 8 مارس 1986 م .
وجدت تحت وسادته هذا البتين حسب رواية هبير (1991 ) :
لما دنا الساق تعرضــــــــــــــت * إلي ودوني من تعرضها شــــــــغلُ
أتت وحياض الموت بيني وبينها * وجاءت بوصل حين لاينفع الوصلُ


حميدان المنولوجست:

للمعلم العديد من النصوص الساخرة التي تنتقد الأوضاع والممارسات التي تتلمس معانات المواطنين العامة والخاصة في المجمتع يعبر عنها بطريقته الكاريكاتيرية الساخرة ويقوم بوضع نصوصها على الألحان المصرية المعروفة أو الألحان الحضرمية المشهورة ومن خلال مقابلة شخصية مع الأستاذ محمد عوض بحاح ذكر فيها أن فترة الستينات والسبعينات كانت مرحله خصبة وغنية بالأنشطة الثقافية في جميع المجالات الإبداعية وقد قدمت خلال هذه المرحلة فرقة ابوعمر الشعبية العديد من المسرحيات وكان يتخللها بعض الفقرات الغنائية من ضمنها المنولوجات التي يؤديها المانولوجست حسن صالح بن زيدان والفنان الباحث سعيدعمرفرحان و محفوظ بن زيدان وعلي باعشن وغيرهم ومن أشهر هذه المنولوجات التي ذكرها الأستاذ سعيدعبدالرب الحوثري في مذكراته (2006) والتي يرددها الناس إلى يومنا هذا:


الشربة ماشي كماها لا ياباحجر زيد شربة
ان كانت شربة خصارماهي زينة ماهي زينة
ان كانت شربة لخم ماشي كماها
لاياباحجر لاياباحجر


وفي احد الليالي أحيا طلبة المدرسة الابتدائية قبل الاستقلال في بيت الشيخ عبدالحبيب بن مسلم التميمي رئيس المجلس القروي بالديس أدى فيها الطلاب المنولوج التالي :

مادار عبدالحبيب فيه الخلف واجدات واجدت واجدات
حالي وزاد الحلى وفراط في الحاليات حاليات حاليات
ذاليش تذبح دجاجة والغنم وجدات واجدات واجدات


كما انه ينتقد تسرب الطلاب في احد منولجاته الذي نظمه على احدى الأغاني المصرية:
طلاب المدرسة السائحين في الشوارع رايحين واجين والمقاهي تزيد العاطلين للسكينة والتربين
ويقول على لحن مصري آخر:

من فوق جبال المكلا يابوي من شكلها
في شارعها الرئيسي ده انا شايف حرمة تمشي تدور اكلها
من فوق جبال المكلا يابوي من شكلها


ومن منولوجات السبعينات ما رواه الأستاذ احمد عوض بن سويلمين:
وين الحلوى وين الطمكري عاد شي بنقالي
كله ياتي لقد زرعتوا ارضكم ياعيالي


وكذلك قوله في نص اخر :
يا أهل الزراعة وين إنتاج الصناعة
بغينا طماطم بعد الطماطم بغينا بصل وطعام

ويقول عند ظهور الاسكريم (المصة):
مصة حومر يا سلام
من تعشى لاينام
فوق الدكة يستقام



شعر الأغنية :


دخل الشاعر غمار شعر الأغنية عن طريق الصدفة ومن غير سابق ميعاد مثله مثل العديد من شعراء الأغنية في حضرموت وذلك بعد سفر الشاعر والفنان سعيد يمين عبدالله مؤسس الأغنية الحضرمية ذات الطابع الديسي إلى مدينة عدن تاركا فرقته التي أسسها مع مجموعة من الشباب الهاوي للطرب الذي وجدوا ضالتهم في الملحن سالم سعيد جبران الذي بدوره حل محل مؤسس الفرقة ووجد جبران ضالته في المعلم لوضع كلماته على الألحان الجديد ةالتي كان يؤلفها وقد شكل ثنائيا متميزا خلال مشوارهما قدما فيه أجمل الروائع وقد تغنى بألحنه العديد من الفنانين من داخل وخارج الجمهورية فقد غنى له سعيد عبدالمعين وكرامة مرسال وعوض باوزير ومحفوظ مبارك و عبدالله الصنح وكرامة بن الوادي و سهل بن أسحق ومفتاح كندارة و فيصل علوي ومحمد المرشدي و محفوظ بن بريك وعلي العطاس و عبدالرحمن الحداد وبدوي الزبير وصالح الصبان و سالم سعيد و حاج معيتب وحاج باضريس وعبيد التبالي وأحمد بن ربيد وأنور الحوثري و أحمد مسعود و محمد سعيد وعبدالله بابرعوص بالإضافة إلى عبدالرب أدريس ( ناديت كم نادي وليل ياالله على الحنة وياليلة الأنس )وعلي بن محمد (كلت يميني ) وحسين الجسمي( كيه لمان تناسيت الأحبة ) و ثريا بدر(نادتيت كم نادي ) وجمال راشد (كيه لمان تناسيت الأحبة)و رباب (ريتنا ماعرفنا بعضنا) وليلى عبدالعزيز (ليه يازين) وقد تعامل مع بعض الملحنين بالإضافة إلى جبران و الفنان عبدالله حسين الطفي و الفنان عوض سالم باوزير و الملحن المعروف جمعان محروس ومن أشهر روائعه الغنائية (ناديت كم نادي ، ليه يازين ، ريتنا ماعرفنا بعضنا ، ياشعلة البين ، كيف لمان تناسيت الأحبة ، ياليلة الانس ، يا ليالي الهناء ، فيش من صبر فيش ، بحر شرمة ، خضر الوادي ونشرح ، زهرة الكادي ، بئر معلاقة ، عامد الحيد ، سهرت الدجى إلخ ) نذكر من هذه السلسلة الغنائية بعض هذه النصوص المشهورة:

ياحول يموان سالت

كلمات المعلم حمدان
لحن:سالم جبران
غناء:عوض سالم باوزير



ياحول يموان سألت صيّب عليها هطل وغتاث وادي حمورة من بعد طول القحل
مبروك يا اهل المواشي العشب فوق الهضاب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب

******
الريب هنوة لأهله وقراص جبح العسل والنوب لاخضر الشعب في الجبح ينتج دبل
ياليت لي جبح واجد بجروب تلك الشعاب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب
شفت العناقيد دنت باشجار سفح الجبل والرعي في كل وادي وزحت سبول العمل
شرب الكرع لي يفيد الزرع ماهو الضباب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب
ناضيف يا اهل القعيدة ضوا حبوب الجفل والزنجبيل المشعب والهيل لي في الوسل
الضيف له حق واجب قهوته ماهي طلاب
قل لي بشارة رحب الارض صبحت خضيرة من هطل مزن السحاب



قالت كل الأطباء

كلمات المعلم حميدان
لحن :عوض سالم باوزير
غناء : غناء عوض باوزير ومفتاح سبيت كندارة



في هوانا ومرمى شاننا في الهوية ما يخط القلم
لأننا مارتكبنا في الهوى من خطية معظمة أو لمم
غير فاتن ومولع من مقاصده محروم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


*****

صوب والصوب غابي من دواعي المنية ما يجيبه ملم
غير رشفات ثغره لي تفوق البغية واللثام اللثم
وان منع قلة انته في فناء النفس مأثوم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


*****

سرت ومسيت في وديان عوجة عكية والربا والرضم
سرت باالرجل حافي لعند مول العنية والقدم عالقدم
ورتبط حبلنا من بعد ما كان مصروم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


*****

والعداء كلهم من صلحنا في اسية ساسهم ما احتكم
والبناء شيديته عالسواس القوية سيل وادي حمم
حد مسى منهم يصبي وحد بات محموم
قات كل الأطباء لا دواء غير وصله طبك اليوم معدوم


******

الزمن قلاب

كلمات: المعلم حمدان
لحن:سالم سعيد جبران
غناء سعيد نصيب-محفوظ بن بريك 

طولتها والهجر ما يحتاج تطويله الهجر له حده
تنكش علي صواب داخل باطني دويلة والقلب في وجده
وان طلتها عمدة علي بانغلق الابواب
شوف الزمن قلاب احسن لك تراجع شالزمن قلاب

*****

قل النشاري بو عسلية مازحى خيله ما جاء في الزهدة
حتى السعف شفها ظنت لي كانت جليلة ما تبلّغ الفردة
كانت مجالسنا لها حظوة على كلاب
شوف الزمن قلاب احسن لك تراجع شالزمن قلاب

*****
بيني وبينك مائدة تمدت بلا وسيلة بسرار ومودة
كل من نصح في مودتك تجزيه تنكليه ترميه على السدة
قدها مقالة في النفس يا مكثر الأصحاب
شوف الزمن قلاب احسن لك تراجع شالزمن قلاب
 

حكاية اغنية

حكاية اغنية
ياشعلة البين
كلمات الشاعر الكبير المعلم عوض احمد حميدان
الحان سالم سعيد جبران
غنا بلبل الشرق الفنان انور الحوثري
حين يرتفع مقام قدر الصديق ويرتقي الى مقام الوطن .تتجمع المشاعر الصادقة عند الشاعر الصادق فيكتب مايمليه له فؤاده عن صدق مشاعره في فراق اعز الاحباب كما يقول
ودعت والقلب ماهو بسالي
لاتذكر اوقات عشرته ان
ان في ضميره والا في علن
بفديه عن صدق حالي ومالي
يثبت صداقته في وقت ضيق

لو هي بخيرة مافارق وطاني لان الوطن فرقته ماتليق
والشاعر حميدان من مواليد مدينة الشحر لعام 1925 انتقل لمدينة الديس الشرقيه في منتصف الخمسبنات من عام 1900 ومن منطقة شرمة الساحلية السياحية كتب اكثر اشعاره التأملية حيث كانت مصدر الهامه للشاعر ديوان شعر بعنوان ،،بحر شرمة،، كتب التمهيد له الاستاذ الدكتور سعيد سالم الجريري والاستاذ الجريري غني عن التعريف كأديب وكاتب وناقد وشاعر  له مجموعة اشعار في كتاب صدر عام 2012 يضم حوالي اربعين قصيدة بالعامية الحضرمية بعنوان،،بخيته ومبخوت،، ومازالت عطاءاته تتدفق يوميا عبر الوسائل المختلفة للاعلام. وكتب الاستاذ انور الحوثري المقدمة لديوان الشاعر عوض حميدان والاستاذ الحوثري تجمعت فيه عدة مواهب كالشعر والطرب والادب فكتب مقدمة مقدمة للديوان تليق بمقام الشاعر المعلم والمعلم هو الذي اكتشف موهبة الحوثري كفنان وعمره احدى عشر عاما فقدم له اغنيته الشهيرة ،،ياشعلة البين،، فكان الجزاء من جنس العمل. في الديس الشرقية منبع الشعر والفن والادب والطرب وملتقى الكثير من المواهب الفنية التقت موهبة الشاعر حميدان بموهبة الملحن جبران فطارا في سمائها وغردا بكثير من الاغاني والتي اشتهرت بحناجر الكثير من الفنانين في داخل الوطن وخارجه ومن الروائع التي كتبها حميدان ولحنها جبران،،ياساري الليل سهران بشجونك.حد حلان في طمحة، عامد الحيد متعلي.يافراق. شعلة البين.لمن اشكو الجفاء من حبيبي،،
وبما ان الموهبة تنتقل كما يقول البعض بالوراثة فقد انتقلت موهبة الشعر من حميدان لحفيده الشاعر محمد بابعير. وديوان الشاعر حميدان يضم اكثر من سبعين قصيدة لحن اكثرها صديقه الملحن جبران فقد جمعتهما الصداقة لاكثر من ثلاثين عاما حميدان يكتب الروائع وجبران يسكب عليها اروع الالحان ويعتبر شعر حميدان في قمة الشعر الوجداني فهو دائما مصحوب باللحن والطرب والدان والغنا وادواته فيعجبك فيه دقة الوصف في المعاني فهو يمثل صورة من صور الشاعر اللبناني جبران خليل جبران ان جاز الوصف والتعبير  فهم هنا تجمعهم الفجيعة والشكوى والنواح والبين والتأمل في الحياة وبعد ذلك وضع فلسفتهم في قوالبهم الشعرية..توفى الشاعر المعلم عوض احمد حميدان بعد مرض عضال بمستشفى الشحر عام1986
 
حكاية ياشعلة البين
يقول الاستاذ انور سعيد الحوثري ان هذه الاغنية لها حكاية في مدينة الديس الشرقية عام 1974 وهي من كلمات الشاعر الغنائي المعلم عوض حميدان كتبها في سفر وفراق صديقه العازف والملحن عبدالله حسن الطفي واضع لحن كيف لما تناسيت الاحبه ليه ياصاح، وفي سهرة خاصة بمدرسة الشيخ عبيد مقابل مسجد الحبشي بالديس الشاعر جبران مكتشف المواهب قدم للموهبة الطفل الحوثري ابن الحادية عشر عاما اغنية،،شعلة البين..فاعتلا بها للمسرح وشدا بها ونال اعجاب وانبهار الحضور لصوته الحنون واداؤه الجيد والتوصيل السليم والنطق الاسلم فتجاوز انبوب الاختبار في ساعاته والزين زين من يوم الولاده فلم يخيب الظن في مكتشفه ..كما تقول كلمات الاغنية
ياشعلة البين قل احتيالي
والدمع سيال فوق الوجن
ومن الزعالة قلبي ماسكن
ياكم تحملت كم من نكالي
يامعسرك يافراق الصديق
لو هي بخيرة مافارق وطاني
 لان الوطن فرقته ماتليق
                ،،،،،،،،،،
ودعت والقلب ماهو بسالي
لاتذكر اوقات عشرته ان
ان في ضميره والا في علن
بفديه عن صدق حالي ومالي
يثبت صداقته في وقت ضيق
لو هي بخيرة الخ
            ،،،،،،،،
نشرب انا وياه قير وحالي
طابت مصافاتنا من زمن
ايام حلوة حوت كل فن
واليوم شاهدي فيه انتحالي
من جور فرقته تغصيص ريق
لو هي بخيرة الخ
                     ،،،،،،،،
جارت حمولته والحيد عالي
وزن الحمولة ثلاثين طن
ماكان ماكان هذا في سهن
انيت انيت ماواحد رثى لي
ظهري على الحمل ذا مايطيق
لو هي بخيرة مافارق وطاني
 لان الوطن فرقته ماتليق
             ،،،،،،،،
مع تحيات
محمد معدان
الخميس 4--5-2017
 شكراً للمتابعة

حكاية أغنية في دقيقة والقمر ولى وفاجأنا الظلام

حكاية أغنية في دقيقة والقمر ولى وفاجأنا الظلام كلمات الشاعر الغنائي يسلم احمد باحكم (1915-1977) الحان وغناء الموسيقار محمد جمعة خان الحك...